وشيع جنازة الشيخ إلى مثواه الأخير عدد قليل من الناس، وشيع جنازة الفنان أكثر من عشرة آلاف. ويومها سالت من عيني دمعات، وما خفي في نفسي كان أعظم. . . .
- قلت لنفسي: إن هذا الشيخ كان أكبر محقق للتراث العربي الإسلامي وخدم العربية والإسلام خدمة باقية، أما الفنان فقد عمل ثلاثين سنة على إفساد الأخلاق وتشجيع التخنث والانحلال.
أهكذا يجازي العرب بخاصة والمسلمون بعامة من يخدم العربية والإسلام ومن يحارب الأمة في أخلاقها.
وا أسفاه على العرب والمسلمين!!
- ولكن إلى متى يبقى العرب والمسلمون بهذه الحال؟ إلى متى يبقون في غفلتهم التي تجعل الحليم حيرانا؟
إن أكثر الذين تلقوا العلم في الغرب، أشرف عليهم مستشرقون يهود أو جواسيس.
وقد نزل أكثرهم إلى مستوى الخادمات أخلاقيا، ولا أزيد.
وكانت رسائل أكثرهم هدما لمبادئ الدين الحنيف وتاريخه.
وقد نال بعضهم شهاداتهم برسائل منها: التناقض في القرآن الكريم، وسفورزا اليهودي.
إني أتمنى أن يستيقظ العرب والمسلمون، وحينذاك ستتغير مفاهيمهم وإلا فاقرأ السلام على العرب والمسلمين.
- وعاد هؤلاء المستغربون من العرب والمسلمين، لينفثوا سمومهم في المعاهد والجامعات، كل مصادرهم وثقافتهم أجنبية، وكل عملهم ترجمة أفكار الأجانب من مصادرهم، لأنهم لا أسس ثقافية لديهم من المصادر العربية الإسلامية، فلا عجب أن يدعي أحدهم: أن الفتح الإسلامي كان لأسباب اقتصادية. . . كان العرب قبل الإسلام أغنياء، فأصبحوا بعد الإسلام فقراء.
هكذا تكون الثقافة وإلا فلا!
- لا عجب أن ينهار التعليم في المعاهد والجامعات، وأن يتنكر أكثر المتخرجين فيها لمبادئ الدين الحنيف، لاعتقادهم بأن هذا التنكر (تقدمية) وأن التمسك بالدين (رجعية).
ولا عجب أن يغمز أكثر المتخرجين العربية والإسلام بمناسبة وبغير مناسبة.
ولا عجب أن يدرس هؤلاء القضايا العربية والإسلامية، بأفكار معادية للعربية والإسلام.
إني أطالب بوضع حد حاسم لهذا الانهيار، بحيث أصبحنا نتقدم إلى الوراء.