للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يرى عدم الاحتجاج بحديثهم، وإليك بعض الأمثلة على ذلك:

روى أبو موسى المديني بسنده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه قال: "سألت أبي عن عبد العزيز بن أبان فقال: لم أخرج عنه في المسند شيئا، قد أخرجت عنه على غير وجه الحديث لما حدث بحديث المواقيت تركته" (١).

وقال ابن المديني: "أخبرنا ابن الحصين بإسناده: حدثنا عبد الله،، حدثني عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن محمد بن سالم، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فيما سقت السماء العشر، وما يسقى بالغرب والدالية ففيه نصف العشر (٢)». قال أبو عبد الرحمن - يعني: عبد الله بن أحمد -: فحدثت أبي بحديث عثمان عن جرير فأنكره جدا، وكان أبي لا يحدثنا عن محمد بن سالم لضعفه عنده، وإنكاره حديثه" (٣).

كما ضرب الإمام أحمد رحمه الله تعالى على حديث عمرو بن خالد وغيره (٤).

نتيجة لهذه الأمثلة وما يشبهها ظن أبو موسى المديني أن الإمام أحمد لم يورد في مسنده إلا ما صح عنده، لذلك قال رحمه الله: "ولم يخرج إلا عمن ثبت عنده صدقه وديانته، دون من طعن في أمانته" (٥). وقال أيضا: "ومن الدليل على أن ما أودعه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده قد احتاط فيه إسنادا ومتنا ولم يورد فيه إلا ما صح عنده" (٦) ثم ساق بعض الأدلة التي ذكرت آنفا.


(١) خصائص المسند (ص٢٢) والمصعد الأحمد (ص٣٤) وطبقات الشافعية (٢/ ٣١).
(٢) صحيح البخاري الزكاة (١٤٨٣)، سنن الترمذي الزكاة (٦٤٠)، سنن النسائي الزكاة (٢٤٨٨)، سنن أبو داود الزكاة (١٥٩٦)، سنن ابن ماجه الزكاة (١٨١٧).
(٣) خصائص المسند (ص٢٥).
(٤) انظر: خصائص المسند (ص٢٤ - ٢٧).
(٥) انظر: خصائص المسند (ص٢٢).
(٦) انظر: خصائص المسند (ص٢٤).