للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وهو أول من أقرأ القرآن بمصر)، وإن الدراسات في المسجد، كانت أولا مقتصرة على القرآن، وما يلقيه القصاصون والواعظون، إلى أن ورد يزيد بن أبي حبيب، في زمن عمر بن عبد العزيز، فأظهر الفقه، وأخذ عنه الليث بن سعد، ولقد ازداد مركز مصر العلمي بظهور الإمام محمد بن إدريس الشافعي وأصحابه أواخر القرن الثاني الهجري، وتضاعفت قيمتها العلمية بل أصبحت المركز العلمي الأساسي في الشرق العربي بعد خراب بغداد على أيدي التتار سنة ٦٥٦ هـ، فلقد هاجر إليها العلماء الأعلام، ومن جميع البلاد الإسلامية التي حل بها الغزو التتاري، فوجدوا بها من حسن الاستقبال والإكرام، ما رغبهم فيها وما جعلهم يختارونها دار إقامتهم، ومأوى فرارهم، وهكذا قطنها فطاحل العلماء أمثال: عز الدين بن عبد السلام، والإمام ابن الحاجب، والعلامة ابن منظور صاحب لسان العرب، والفيروز أبادي صاحب القاموس، والتيفاشي صاحب كتاب (خواص الأحجار)، وظهر فيها أمثال شهاب الدين القرافي، وتقي الدين ابن دقيق العيد، فأصبح الأزهر مركز الإشعاع العلمي، وقصده الطلبة من جميع بلاد الإسلام، فبنيت المدارس المجاورة له لإيواء الطلبة الواردين وعززت ببناء الأروقة في رحاب الأزهر الشريف.