للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يصنع ذلك لأجل أنهم لا يكتبون ولا يحسبون لأنهم لا يجهلون الثلاثين والتسع والعشرين وإنما وصفهم بذلك سدا لباب الاعتداد بحساب المنجمين الذي تعتمده العجم في صومها وفطرها وفصولها ومثل ذلك قال السنوسي في شرح مسلم أيضا. . ا. هـ.

وقال العلامة سليمان الجمل (١) الشافعي عند قول زكريا: يجب صوم رمضان بإكمال شعبان ثلاثين يوما، فهم من كلامه عدم وجوبه بقول المنجم بل لا يجوز. قال ولو دل الحساب القطعي على عدم الرؤية ففيه اضطراب للمتأخرين، والراجح العمل بشهادة البينة، وقال لو دل الحساب على عدم الرؤية وانضم إلى ذلك أن القمر غاب الليلة الثالثة على مقتضى تلك الرؤية قبل دخول وقت العشاء- يعني لم يعمل بالحساب- لأن الشارع لم يعتمد الحساب بل ألغاه بالكلية وهو كذلك. . أ. هـ. وقال أيضا لأن الشارع إنما أوجب علينا الصيام بوجود الرؤية لا بوجود الشهر وقال (٢) على قول زكريا أو ثبوتها في حق من لم يره. . الخ. شمل كلامه ما لو دل الحساب على عدم إمكان الرؤية وانضم إلى ذلك أن القمر غاب الليلة الثالثة على مقتضى تلك الرؤية قبل دخول وقت العشاء لأن الشارع لم يعتمد الحساب بل ألغاه بالكلية وهو كذلك كما أفتى به الوالد - رحمه الله -.

وقال أيضا: ولا يجوز اعتماد قول منجم وهو من يرى أن أول الشهر طلوع النجم الفلاني ولا قول حاسب وهو من يعتمد منازل القمر وتقدير سيره وفي فتاوى الرملي قريب من ذلك.

وقال ابن مفلح الحنبلي في الفروع في كتاب الصوم ومن صام بنجوم أو حساب لم يجزئه وإن أصاب ولا يحكم بطلوع الهلال بهما ولو كثرت


(١) سليمان الجمل في حاشيته على شرح منهج الطلاب لزكريا الأنصاري، جـ٢ ص٣٠٤
(٢) سليمان الجمل في حاشيته على شرح منهج الطلاب لزكريا الأنصاري، جـ٢ ص٣٠٦