للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المهاجرين، وبين المسلمين المهاجرين وجعفر، فكان بحق الأب والأخ والقائد والأمير للمسلمين / المهاجرين وللمسلمين غير المهاجرين من الأحباش أيضا.

كما أن الانتماء المطلق للإسلام والعقيدة الراسخة بتعاليمه، أشاع الانسجام الفكري بين المجتمع أفرادا وجماعات، وهذا يؤدي إلى التعاون المثمر بغير حدود.

وكان جعفر يتميز بالفصاحة، فهو رجل من قريش أفصح العرب، ومن بني هاشم أفصح قريش، وعرضه قضية المسلمين المهاجرين أمام النجاشي وبحضور عمرو بن العاص وصاحبه، خير دليل على فصاحته المتميزة ومنطقه الواضح السليم.

لقد كان أسلوبه البياني من ذلك السهل الممتنع، الذي لا يشق فهمه على أحد، ولكن يشق الإتيان بمثله على كل أحد إلا نادرا.

وكان عالما في الدين، يحفظ ما نزل من القرآن الكريم، ويتلوه على أسماع الآخرين دليلا على شرح الإسلام، وجوابا على اعتراض المعترضين وتساؤل المتسائلين.

وكان على جانب عظيم من حسن الخلق، فقد كان أخير الناس للمسكين (١)، وما احتذى النعال ولا ركب المطايا ولا ركب الكور (٢) بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل من جعفر (٣)، وقال - عليه الصلاة والسلام -، «أما أنت يا جعفر، فأشبهت خلقي وخلقي (٤)»، وحسبه بذلك دليلا على أنه كان على خلق عظيم.


(١) أسد الغابة (١/ ٢٨٨).
(٢) الكور: الجماعة الكثيرة من الإبل.
(٣) وأسد الغابة (١/ ٢٨٧).
(٤) مقاتل الطالبيين (١٢) وأسد الغابة (١/ ٢٨٧)