للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد كانت الفكرة الاشتراكية ذات وجود قوي في إفريقيا مع بزوغ فجر الاستقلال السياسي. . وفي إطارها، ومع تطويرها أيضا، ظهر (سنجور) فيلسوف الزنوجة. . الذي حاول إقامة مزج عقائدي (كوكتيل) يمزج فيه الإسلام أو المسيحية، والفكرة الماركسية، والزنوجة أي الخصائص الإفريقية. . بل وبعض الأفكار الوجودية التي استلهمها من علاقته الشخصية إبان وجوده بباريس من سارتر وإمي سيخار. . ويقول سنجور:

"منحنا الإسلام والمسيحية قيما روحية بديلة عن النزعة الحياتية الزنجية، وهما عقيدتان أكثر إحكاما وعقلانية أو إن شئت أكثر اتساقا مع العصر الحديث. أما وقد اخترناهما فقد أضحت مهمتنا أن نلائم بينهما وبين ظروفنا التاريخية والاجتماعية. إن مهمتنا هي أن نصبغهما بالصبغة الزنجية".

أما نكروما (غانا) فكان أكثر ميلا إلى الماركسية من صديقه وأستاذه سنجور (السنغال) ففي مراحل زعامته الأولى وشهرته الذائعة مع أيديلوجيته (النكرومية) كان الأثر الماركسي أظهر الآثار، بينما جاء ترتيب "الزنوجة الإفريقية" تاليا. . وحين تحدث نكروما عن الذين أثروا في أفكاره ونشاطاته الثورية ذكر أنهم: هيجل وماركس وانجلز ولينين ومازيني والزعماء الأمريكيون الزنوج وناركوزجارفي والاشتراكي دي بوا. . ثم يصف نفسه - بعد ذلك - بأنه مسيحي غير طائفي واشتراكي ماركسي.

على أن نكروما وتزمته الماركسي - مع الزنوجة - لم يصمدا أمام تطور التاريخ، وفي أوائل الستينات أظهر نكروما تطورا في فكره