لقد رأينا في الأمانة العامة للمؤتمر الإسلامي الأخير تسعا وأربعين علما إسلاميا يخفق على واجهة دار المؤتمر وهو أمر يدعو على العجب والطرب، فإذا أضفنا إلى ذلك المؤسسات المتخصصة في شئون الدعوة: الجامعة الإسلامية، إدارة البحوث العلمية والإفتاء، رابطة العالم الإسلامي، التي نجتمع الآن تحت سقفها، كان عنوان صدق لما نقول.
* * *
أيها الإخوة المؤتمرون:
إن ذكر هذه الخصائص للمملكة العربية السعودية لا يعني الإنقاص لأي دولة إسلامية أخرى، وإنما يعني أنها مؤهلة للقيام بدور قيادي فعال، خصوصا والدول الإسلامية تشاطرها المسئولية في المؤتمر الإسلامي والبنك الإسلامي وصندوق التنمية الإسلامي، وانطلاقا من هذا المفهوم فإني باسم مؤتمر القرآن الكريم بالسودان ودعما للجهود المخلصة التي يقوم بها هذا المؤتمر وإسهاما في مسئولية البلاغ أقترح الآتي:
١ - رفع التماس لإمام المسلمين خالد بن عبد العزيز كي يتبنى هو شخصيا بالتضامن مع الدول الإسلامية مشروعا يدعو لنشر الدعوة الإسلامية بصفة عامة لكافة الناس، ونشر الفكر الإسلامي المشرق بين المسلمين بصفة خاصة، على أن يكون مؤتمر رسالة المسجد واحدا من أجهزتها.
٢ - بما أن العناصر الأساسية لنشر الدعوة الإسلامية ممثلة في:
أ- القرآن: هدى وضياء، والسنة: شرحا وبيانا.
ب- المسجد: منطلقا للدعوة وصانعا للدعاة.
ج- علماء الشريعة الإسلامية: دعاة وهداة.
أقترح تكوين اتحاد عالمي لهم ينظم شئون الدعوة استجابة لأمر الله {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}(١) وحماية لاتحاداتهم الإقليمية من التسلط سيما وأن حقوق الاتحادات والنقابات الفئوية أصبحت تجد حماية دولية.
٣ - العناية البالغة من الدول الإسلامية بأمر القرآن عناية تجعل من القارئ شخصية إسلامية متكاملة للقيام بدوره على أحسن الوجوه وأفضلها.