للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والضجر والتأذي بالخصوم في مواطن الحق التي يوجب الله بها الأجر ويحسن الذخر، فإنه من صلحت سريرته فيما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن تزين للدنيا بغير ما يعلم الله منه شانه الله، والسلام.

وهذا الكتاب العمري يفيد كل قاض وكل إداري في كل زمان ومكان وهو واضح لا يحتاج إلى شرح.

وهذا نص كتاب عمري آخر، إلى أبي موسى، يفيد كل قاض، وكل إداري أيضا: " أما بعد: فإن للناس نفرة من سلطانهم، فالله الله أن تدركني وإياك عمياء مجهولة وضغائن محمولة، أقم الحدود ولو ساعة من نهار.

وإذا عرض لك أمران، أحدهما لله، والآخر للدنيا، فآثر نصيبك من الله، فإن الدنيا تنفد، والآخرة تبقى.

وأخيفوا الفساق واجعلوهم يدا يدا ورجلا رجلا، وعد مرضى المسلمين، واشهد جنائزهم، وافتح لهم بابك، وباشر أمورك بنفسك، فإنما أنت رجل منهم، غير أن الله جعلك أثقلهم عملا.

وقد بلغني أنه قد فشا لك ولأهل بيتك هيئة في لباسك ومطعمك ومركبك، ليس للمسلمين مثلها، فإياك يا عبد الله أن تكون بمنزلة البهيمة، مرت بواد خصيب، فلم يكن لها هم إلا السمن، وإنما حتفها في السمن.

واعلم أن العامل إذا زاغ زاغت رعيته، وأشقى الناس من شقي الناس به، والسلام (١).


(١) عيون الأخبار (١/ ١١)، وانظر: مجموعة الوثائق السياسية (٣١٩ - ٣٢٠)، الوثيقة رقم (٣٢٨).