للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمباغتة -كما نعلم- من أهم مبادئ القتال على الإطلاق.

وكان يعمل على: (تحشيد قوته) للمعركة، وقد أدى حين كان على البصرة دورين مهمين لهما علاقة مباشرة بالناحية العسكرية من حياة أبي موسى العامة، هما: دور حشد القوة وإرسالها إلى ميادين القتال بقيادة أحد القادة المرؤوسين، ودور قيادة رجاله من أهل البصرة الذين حشدهم للقتال. ولا بد أن نعرف أن واجب التحشد الذي نهض به أبو موسى في تلك الأيام كان في أوج مد الفتح الإسلامي العظيم، وأن أهل البصرة كان لهم الأثر الحاسم في فتوح المشرق الإسلامي، مما يشير إلى دور أبي موسى المتميز في تحشيد القوة، فقد بذل قصارى جهده بأحسن طريقة وأسلوب في حشد المجاهدين وتسييرهم إلى ميادين الجهاد بالعدد والعدد الكاملين وبالقيادات المتمرسة المقتدرة.

وكان يطبق مبدأ: (الاقتصاد بالمجهود) فلا يعطي خسائر بالأرواح دون مسوغ، وقد لمسنا بوضوح نجاحه في إقرار الصلح في أكثر أيام قيادته وعدم اللجوء إلى السلاح إلا مضطرا، وكان أهم أسباب هذا المسلك الذي سلكه في قيادته هو الاقتصاد بالمجهود في تحقيق أهدافه من القتال بالسلام لا بالحرب، حفاظا على أرواح الرجال أن تزهق بدون استنفاد الجهود كافة في بقائها على قيد الحياة.

وكان: (يتعاون) تعاونا وثيقا صادقا مع غيره من القادة المسلمين بكل رحابة صدر وعن طيب خاطر، كما أنه كان يحمل قواته على التعاون فيما بينها تعاونا وثيقا صادقا، وبدون تعاون وثيق يصعب إحراز النصر.

وكان يطبق مبدأ: (الأمن) تطبيقا مثاليا، فقد حمى رجاله بشتى الوسائل والأساليب، لكيلا يباغتهم عدوهم، ولا نعرف أن رجاله بوغتوا من عدوهم في يوم من الأيام. كما بذل قصارى جهده لمنع عدوه من الحصول على المعلومات عن قواته، فحرم عدوه من رصد حركاتها ونياتها.

وكانت خططه العسكرية التي يعدها لتحقيق أهدافه من القتال تتسم: (بالمرونة)، صالحة للتطبيق في كل وقت، كما أنها صالحة للتحوير في حالة