للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشرع، وهم يتعلقون بحبال الأباطيل والخرافات والأوهام ويذكرون الأحاديث الموضوعة ويختلقون على النبي -صلى الله عليه وسلم- ما تسول لهم أنفسهم من الأكاذيب، ويركبون لها الأسانيد الملفقة. وقد ورد «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (١)». . .

وفي فصل الأذان ذكر بدعة وجود أذانين بين يدي الخطيب في بعض الجوامع يقوم أحدهما أمام المنبر والثاني على السدة العليا، لأن الأذان المشروع بين يدي الخطيب، ومن ذلك إنشاد الشعر عند الصلاة على الجنازة والنياحة وذكر الأوصاف التي يكون أكثرها كذبا. ومنها التبليغ جماعة خلف الإمام، ومنها مسح العينين بالسبابتين عند قول المؤذن أشهد أن محمدا رسول الله، ومنها التسبيح والنشيد ورفع الصوت بهما قبل أذان الفجر وقبل أذان الجمعة وهو ما يسمى بالتذكير، ومنها زيادة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- عقب الأذان جهرا، وليس لذلك أصل في الشرع ولم يكن في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا في عهد أصحابه، ومنها ما يفعله بعض المؤذنين بالزعق بالتأمين عقب بعض الصلوات، ويجهر بعض المقتدين بالذكر والصلوات عقب تسليم الإمام، قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} (٢) ومنها أناشيد وداع رمضان حيث يجتمع المؤذنون وينشدون الأشعار في التأسف والتحسر على قرب انتهاء رمضان بألحان مختلفة وأصوات مرتفعة وزعيق وصياح، ويجتمع حولهم النساء والرجال والولدان والرعاع، ويكثر الاختلاط والهرج وينشأ عن ذلك هتك حرمة المسجد مما لو رآه السلف لضربوا على أيدي من ابتدعه.

وفي فصل نعي الموتى ورثائهم في المساجد والمآذن يذكر ما يفعله الناس من رفع الأصوات أمام الميت بالأناشيد عند دخول المسجد وفي داخله، ويرفع المؤذنون أصواتهم بنعي الميت ورثائه بألفاظ الحزن والنوح فيشوشون على المصلين والقارئين وقد ورد في الحديث «إياكم والنعي فإن النعي من عمل الجاهلية (٣)» واستفتى الإمام النووي -رحمه الله- في القراءة على الجنائز بالتمطيط والتغني فأجاب أن هذا منكر ظاهر مذموم فاحش وهو حرام بإجماع العلماء. ومنها الجلوس للتعزية في المسجد، مع أن الاجتماع للعزاء مكروه ولو كان خارج المسجد، ومنها دفن الميت في المسجد أو بناء مسجد عليه، وقد ذكر الإمام ابن القيم في زاد المعاد عدم جوازه وأفتى بوجوب هدم المسجد إذا بني على قبر، ونبش الميت إذا دفن في المسجد كما نص عليه الإمام أحمد -رحمه الله- وغيره فلا يجتمع في دين الإسلام مسجد وقبر ولعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من اتخذ القبر مسجدا أو أوقد عليه سراجا.


(١) صحيح البخاري الجنائز (١٢٩١)، صحيح مسلم مقدمة (٤)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٢٥٢).
(٢) سورة الأعراف الآية ٥٥
(٣) سنن الترمذي الجنائز (٩٨٤).