للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نص في أنه لا نبي بعده وإذا كان لا نبي بعده، فلا رسول بعده بالطريق الأولى والأحرى؛ لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة فكل رسول نبي ولا ينعكس، وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن حديث جماعة من الصحابة رضي الله عنهم اهـ (١) أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون، قالوا: فما تأمرنا؟ قال فوا ببيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم (٢)» وأخرج الحاكم في مستدركه عن العرباض بن سارية قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني عند الله في أول الكتاب لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته وسأنبئكم بتأويل ذلك دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام (٣)».

وأخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين (٤)» ففي هذا الحديث وما سبقه إشارة إلى فضل النبي صلى الله عليه وسلم على سائر النبيين وأن الله ختم به المرسلين وأكمل به شرائع الدين وأن حملة


(١) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ٣/ ٤٩٣.
(٢) صحيح البخاري ج ٤/ ١٤٣ باب ٥٠ كتاب ٦٠.
(٣) المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري ج٢/ ٦٠٠.
(٤) صحيح البخاري ج ٤/ ١٦٢، ١٦٣ كتاب ٦١ باب ١٨.