الشريعة السمحة دين ودولة واقع ونظام، ماض وحاضر، علم وثقافة، سياسة واجتماع، إنها لم تكن أبدا كما يتوهمون مجرد عقائد فردية يدين بها الأفراد، لا إنما هي نظام كامل شامل مستقل له أسلوبه المعين وأحكامه الخاصة به وتوجيهاته التي لا يتقبلها إلا من هدي إلى الصراط المستقيم.
ثالثا: يزعمون أن تطبيق الشريعة الإسلامية يثير المشاعر السلبية لدى الأقليات غير المسلمة، وهذه فرية أخرى يفوح منها العداء للإسلام والمسلمين فهم يقولون، قاتلهم الله: إن تطبيق الشريعة الإسلامية يثير المشاعر السلبية لدى الأقليات غير المسلمة - في البلاد التي يعيش فيها أناس غير مسلمين - ويهيج النوازع والأحقاد الطائفية في نفوسهم، مما يعرض الأمة لخطر التدابر والانقسام ويهدد وحدتها وتألفها، ويزعمون أن الأمة تكون في مأمن من هذا الخطر عندما تلتقي على شرعة وضعية لا صلة لها بالعقيدة أو الدين مما يتخالف الناس فيه، ولكن على هؤلاء أن يعلموا أن الأقليات غير المسلمة لم تنعم بجزء من العدل والأمن والطمأنينة بمثل ما تنعم به في بلاد الإسلام.
فالإسلام لا يكره أحدا على الدخول فيه {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}(١) والإسلام لم ينهنا عن بر غير المسلمين والإحسان إليهم إذا كفوا أيديهم عنا، وأعلنوا الانضواء تحت سلطان المسلمين. وهل من منكر أنهم يمارسون شعائر دينهم في بلاد الإسلام، ويتصرفون بإرادتهم في أحوالهم الشخصية وغيرها؟ وهل من منكر ينكر ما نسمع عنه ونشاهده من التفرقة العنصرية والاحتكام إلى الأغلبية في كثير من البلدان؟ إن الإسلام لا يطلب من هؤلاء سوى الانتظام في سلك العدالة والحق في بلد هم أحق بالانتظام فيه من غيرهم، باعتبارهم بعض رعاياه أو مواطنيه.
وفي ختام بحثي هذا أقولها باسمي وباسم كل مسلم غيور يعيش في مشارق الأرض ومغاربها: تنبهوا حماة الإسلام واحذروا أن يفتنكم هؤلاء المغرضون أو يثنوكم عن عزيمتكم ويصدوكم عن دينكم، وعن الحكم بما أنزل