للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عندنا. وروى ابن جرير عن الحسن أنه قال في قوله {أَوْ نُنْسِهَا} (١) إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قرأ قرآنا ثم نسيه وعن قتادة أيضا أنه قال: كان الله عز وجل ينسي نبيه صلى الله عليه وسلم ما يشاء وينسخ ما يشاء.

وقوله تعالى {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (٢) أي في الحكم بالنسبة إلى مصلحة المكلفين كما قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا} (٣) يقول: خير لكم في المنفعة وأرفق بكم. وقال أبو العالية: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} (٤) فلا نعمل بها (أو ننساها) أي نرجئها عندنا نأت بها أو نظيرها. وقال السدي {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (٥) يقول: نأت بخير من الذي نسخناه أو مثل الذي تركناه. وقال قتادة {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (٦) يقول آية فيها رخصة فيها أمر فيها نهي (٧) اهـ.

وقال الإمام أبو الفرج بن الجوزي في تفسيره (زاد المسير): قوله تعالى {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} (٨) سبب نزولها أن اليهود قالت لما نسخت القبلة: إن محمدا يحل لأصحابه إذا شاء ويحرم عليهم إذا شاء فنزلت هذه الآية. قال الزجاج: النسخ في اللغة إبطال شيء وإقامة آخر مقامه تقول العرب: نسخت الشمس الظل إذا أذهبته وحلت محله وفي المراد بهذا النسخ ثلاثة أقوال: أحدها: رفع اللفظ والثاني: تبديل الآية بغيرها رويا عن ابن عباس، والأول قول السدي والثاني قول مقاتل، والثالث: رفع الحكم مع بقاء اللفظ رواه مجاهد عن أصحاب ابن مسعود وقال أبو العالية: وقرأ ابن عامر (ما ننسخ) بضم النون وكسر السين. قال أبو علي: أي ما نجده منسوخا كقولك: أحمدت فلانا أي وجدته محمودا وإنما يجده منسوخا بنسخه إياه. قوله تعالى {أَوْ نُنْسِهَا} (٩) قرأ ابن كثير وأبو عمرو (ننسأها) بفتح النون مع الهمزة والمعنى نؤخرها. قال أبو زيد: نسأت الإبل عن الحوض فأنا أنسأها إذا أخرتها، ومنه النسيئة في البيع وفي معنى نؤخرها ثلاثة أقوال: أحدها: نؤخرها عن


(١) سورة البقرة الآية ١٠٦
(٢) سورة البقرة الآية ١٠٦
(٣) سورة البقرة الآية ١٠٦
(٤) سورة البقرة الآية ١٠٦
(٥) سورة البقرة الآية ١٠٦
(٦) سورة البقرة الآية ١٠٦
(٧) تفسير ابن كثير ج١ ص ١٤٩ - ١٥.
(٨) سورة البقرة الآية ١٠٦
(٩) سورة البقرة الآية ١٠٦