للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يمحو الله ما يشاء منها، أي من الكتب المنزلة من السماء من عند الله حيث نقل في تفسيره للآية التي قبلها وهي قوله تعالى: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} (١) قول الضحاك بن مزاحم: أي لكل كتاب أجل يعني لكل كتاب أنزله من السماء مدة مضروبة عند الله ومقدار معين فلهذا يمحو الله ما يشاء منها ويثبت يعني حتى نسخت بالقرآن الذي أنزله الله على رسوله صلوات الله وسلامه عليه، ثم أورد رحمه الله اختلافات المفسرين في تفسير الآية التي نحن بصددها إلى أن قال: ومعنى هذه الأقوال أن الأقدار ينسخ الله ما يشاء منها ويثبت منها ما يشاء. ثم مضى بعد ذلك إلى أن قال: وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يمحو الله ما يشاء ويثبت يقول يبدل ما يشاء فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدله {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (٢) وجملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ وما يبدل وما يثبت كل ذلك في كتاب.

وقال قتادة في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت كقوله {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} (٣) (٤) الآية اهـ.

وقال أبو السعود في تفسيره لهذه الآية يمحو الله ما يشاء أي ينسخ ما يشاء نسخه من الأحكام لما تقتضيه الحكمة بحسب الوقت ويثبت بدله المصلحة أو يبقيه على حاله غير منسوخ (٥) اهـ.

وكذلك أورد الشوكاني في (فتح القدير) ما أورد الحافظ ابن كثير في تفسيره الذي نقلناه آنفا عن ابن عباس للآية من أن المراد: يبدل ما يشاء فينسخه. . . إلخ. وقد قال في إسناده: وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في المدخل عن ابن عباس ثم حكاه (٦) اهـ.


(١) سورة الرعد الآية ٣٨
(٢) سورة الرعد الآية ٣٩
(٣) سورة البقرة الآية ١٠٦
(٤) تفسير ابن كثير ج٢ ص ٥١٩ - ٥٢٠.
(٥) تفسير أبي السعود ج٣ ص٢٣٢.
(٦) فتح القدير ج٣ ص٨٩.