للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتجد في كتاب الله الصوم مفسرا؟ إن القرآن أحكم ذلك والسنة تفسر ذلك " (١).

ومن الأسباب التي دفعت المحدثين للعناية بمتون الأحاديث وتحري الصدق في تحملها وأدائها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد شدد الوعيد والنكير لكل من يكذب عليه متعمدا، وذلك في الحديث الشريف الذي تواتر عنه صلى الله عليه وسلم: وفيه يقول: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (٢)».

ومن الأسباب التي دفعت المحدثين للعناية بمتون الأحاديث أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوصى بنشر العلم وحذر من كتمانه، وذلك في الحديث الشريف الذي أخرجه ابن ماجه من حديث معاوية القشيري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا ليبلغ الشاهد الغائب (٣)» ومن حديث هارون العبدي قال: «كنا إذا أتينا أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: إن الناس لكم تبع وإنهم سيأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين، فإذا جاءوكم فاستوصوا بهم خيرا (٤)».

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من رجل يحفظ علما فيكتمه، إلا أتى به يوم القيامة ملجما بلجام من النار (٥)».

قال الخطابي في شرحه للحديث السابق ما يلي: " هو في العلم الضروري


(١) أدب الإملاء والاستملاء: ٤.
(٢) صحيح البخاري الجنائز (١٢٩١)، صحيح مسلم مقدمة (٤)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٢٥٢).
(٣) أخرجه ابن ماجه في المقدمة، باب من بلغ علما ١/ ٨٦ حديث رقم ٢٣٤.
(٤) أخرجه ابن ماجه في المقدمة، باب الوصاة بطلب العلم ١/ ٩١، ٩٢ حديث رقم ٢٤٩.
(٥) أخرجه ابن ماجه في المقدمة، باب من سئل عن علم فكتمه ١/ ٩٦ حديث رقم ٢٦١.