للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المحدثين في تمحيص السنة، وأن المحدثين كانوا يأخذون عن أناجيل النصارى فقد وردا في بعض الكتب الصحيحة منها سنن الترمذي وصحيح مسلم.

الحديث الأول أخرجه الترمذي بسنده من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كم أعفو عن الخادم، فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله، كم أعفو عن الخادم فقال: كل يوم سبعين مرة (١)».

أما الحديث الثاني فقد أخرجه مسلم بسنده من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول: «لما حفر الخندق رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا، فانكفأت إلى امرأتي فقلت لها: هل عندك شيء فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا، فأخرجت لي جرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن قال: فذبحتها، ففرعت إلى فراغي فقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه. قال: فجئته فساررته، فقلت: يا رسول الله، إنا قد ذبحنا بهيمة لنا، وطحنت صاعا من شعير كان عندنا، فتعال أنت في نفر معك. فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع لكم سورا فحيهلا بكم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء فجئت، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلت الذي قلت لي. فأخرجت له عجينا فبصق فيها وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك، ثم قال: ادعي خابزة فلتخبز معك، واقدحي من برمتك ولا تنزلوها وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجينتنا - أو كما قال الضحاك لتخبز كما هو (٢)».


(١) أخرجه الترمذي في كتاب البر والصلة، باب ما جاء في العفو عن الخادم ٨/ ١٢٩، ١٣٠. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب (من عارضة الأحوذي).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الأشربة، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يتق برضاه ١٣/ ٢١٥ - ٢١٧ (من صحيح مسلم بشرح النووي).