للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شرك صريح بالله تعالى حيث زعم مؤلف السفر أن هناك إلهين أحدهما (الأب) وهو الله سبحانه وتعالى، أما الثاني فهو عيسى عليه السلام، وأنهما يشتركان في الألوهية، جاء في هذا السفر ما نصه: " قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أجعل أعدائك موطئا لقدميك، فليعلم يقينا جميع آل إسرائيل أن الرب جعل يسوع هذا الذي صلبتموه ربا ومسيحا " (١).

ولقد تشكك علماء اللاهوت الغربيون في صحة نسبة هذا السفر - الذي استشهد به موريس سيل - إلى كاتبه الذي يدعون أن اسمه لوقا، وليس هذا فحسب، بل إن عالم اللاهوت الغربي الشهير ميريل تيني (٢) قد صرح بأن كاتب هذا السفر غير معروف.

وبما أن علماء المصطلح يردون رواية مجهول العين ومجهول الحال حتى ولو كان مسلما، فلا يعقل أن يأبه هؤلاء المحدثون بما جاء في هذا السفر الذي لا يعرف راويه، وحتى لو عرف فإنه قطعا لا ينتمي لأمة الإسلام.

أما الحديث النبوي الذي ساقه المستشرق غيوم ليدلل به على أن الإجماع قد اتخذ بواسطة المحدثين كمبرر لتلفيق الأحاديث ونسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم زورا وبهتانا، فقد أخرجه الترمذي بسنده من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله لا يجمع أمتي - أو قال: أمة محمد صلى الله عليه وسلم - على ضلالة، ويد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ إلى النار (٣)».

ولقد بين العلماء معنى الحديث، وأفاضوا في ذلك، منهم صاحب " الموقظة في علم مصطلح الحديث " حيث أورد في كتابه ما يلي: " ولكن هذا الدين مؤيد محفوظ من الله - تعالى - لم يجتمع علماؤه على ضلالة لا عمدا ولا خطأ


(١) انظر كتاب: new testament survey pp. ١٧١ - ١٧٢. .
(٢) انظر كتاب: introduction to the new testament pp. ١٢٩ - ١٣٢.
(٣) أخرجه الترمذي في أبوب الفتن، باب ما جاء في لزوم الجماعة ٩/ ١١ قال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه " من عارضة الأحوذي.