وإن المهرجان ليسره أن ينوه بروح التضحية والفداء التي تبدت في شباب المملكة العربية السعودية وهو يقبل على التطوع والانخراط في ميادين التدريب استعدادا للجهاد، وتجاوبا مع نداء خادم الحرمين الشريفين الذي استنفر فيه الشباب للذود عن العقيدة والمقدسات والوطن.
ولقد تجلى في هذا المهرجان التلاحم الوثيق بين الشعب السعودي وقيادته، إذ كان المهرجان ذاته " مرآة " تعكس التفاعل العميق بين القيادة والشعب. ولا شك في أن هذا التلاحم والتفاعل هو ركيزة صمود الجبهة الداخلية ووقوفها صفا واحدا في مواجهة العدوان.
والمشاركون في المهرجان يدعون العلماء والدعاة والمثقفين والمفكرين، والإعلاميين والأدباء والشعراء لأن يسهموا بحظ أوفر في مجاهدة المعتدين عن طريق الموقف الأدبي الشجاع، والكلمة الحرة الأمينة، والرأي الواضح، والحجة الغالبة، والتعبئة المعنوية في الحياة العامة للأمة، وجمع الأمة أفرادا وجماعات على المفاهيم الصحيحة، والحقائق الناصعة، والمعاني القويمة للجهاد، فليس للكلمة وزن ما لم تكن موظفة في خدمة الحق، وليس للرأي قيمة ما لم يتبد في كلمة حاسمة تقول للظالم - علانية - أنت ظالم.
إن المشاركين في المهرجان يؤكدون أنه ليس للنظام العراقي أن يتحدث عن تحرير فلسطين بعد أن أخر القضية الفلسطينية - بغزوه للكويت وتهديده لأمن الخليج كله - عشرات السنين إلى الوراء، وليس له أن يتحدث عن هذه القضية بعد أن ساق إلى إسرائيل - باستفزازه الدعائي - مكاسب جمة: سياسية، وعسكرية، واقتصادية، واستراتيجية.
ليس لنظام علماني أن يتحدث عن تحرير القدس، فإنما يحرر القدس المؤمنون الصادقون، والقادة الذين يدينون دين الحق في كل شأن من شئونهم. فقد فتحها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم حررها صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.