للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن شره أنه يبول في أذن العبد حتى ينام إلى الصباح.

ومن شره أنه قعد لابن آدم بطرق الخير كلها فما من طريق من طرق الخير إلا والشيطان مرصد عليه يمنعه أن يسلكه، فإن خالفه وسلكه ثبطه وعوقه. فإن عمله وفرغ منه سعى فيما يبطله.

ويكفي من شره أنه أقسم ليأتينهم من بين أيديهم، ومن خلفهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم.

فإذا كان هذا شأنه وهمته في الشر فلا خلاص منه إلا بمعونة الله وتأييده ولا يمكن حصر أجناس شره، فضلا عن آحادها، إذ كل شر في العالم فهو السبب فيه، ولكن ينحصر شره في ستة (١) أجناس.

فإذا ظفر بذلك من ابن آدم (٢) استراح وهو أول ما يريد من العبد، فإن يئس منه من ذلك، وكان ممن سبق له الإسلام في بطن أمه (٣) نقله إلى (المرتبة الثانية) من الشر وهي: البدعة.


(١) في المخطوطة (أربعة) ولكنه ذكر ستة كابن القيم في تفسيره.
(٢) في المخطوطة (بابن آدم) وأثبت ما في تفسير المعوذتين: لابن القيم.
(٣) لعله يريد من ولدوا في ديار الإسلام ولم يعرفوا الشرك.