للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ففي هذا الحديث حث على غرس الأشجار المثمرة عامة وإن كان المذكور فيه النخل.

كما أنه يشير إلى ضرورة العناية بالزراعة والعمل في الأرض، وأنه لا ينبغي أن ينقطع العمل في إعمار الأرض، والإفادة من خيراتها.

قال الأستاذ محمد قطب تعليقا على الحديث: والعمل في الأرض لا ينبغي أن ينقطع لحظة بسبب اليأس من النتيجة فحتى حين تكون القيامة بعد لحظة، حين تنقطع الحياة الدنيا كلها. . حتى عندئذ لا يكف الناس عن العمل، وعن التطلع إلى المستقبل، ومن كان في يده فسيلة فليغرسها (١). وروى البخاري في كتاب الأدب المفرد عن داود بن أبي داود الأنصاري قال: قال لي عبد الله بن سلام: إن سمعت بالدجال قد خرج وأنت على ودية - أي فسيلة - تغرسها فلا تعجل أن تصلحه، فإن للناس بعد ذلك عيشا (٢).

وعن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي: أعزم عليك أن تغرس أرضك فقال أبي: أنا شيخ كبير أموت غدا. فقال عمر: أعزم عليك لتغرسنها، فلقد رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يغرسها بيده مع أبي (٣).

ولعل مما يشير إلى استحباب تكثير الشجر ما جاء في الحديث «أن الرسول صلى الله عليه وسلم أذن له أن يشفع يوم القيامة عدد ما على الأرض من شجرة (٤)».


(١) محمد قطب قبسات من الرسول صلى الله عليه وسلم (ص ٢٣).
(٢) الأدب المفرد ص ٩٧.
(٣) انظر السلسلة الصحيحة (١/ ١٠).
(٤) المسند (٥/ ٣٤٧) من حديث بريدة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إني لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما على الأرض من شجرة ".