للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن إسلامهم " قال: " يقيمون الصلاة لأوقاتها، ويؤتون الطاعة لولاتها، فقال عمر: الحمد لله. . إذا كانت الصلاة، أوتيت الزكاة، وإذا كانت الطاعة كانت الجماعة ". وجرير هو القائل: " الخرس خير من الخلابة (١)، والبكم خير من البذاء (٢).

وكان ذكيا محدثا عالما بأمور دينه فقيها، روى مائة حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (٣)، اتفق البخاري ومسلم على ثمانية، وانفرد البخاري بحديث ومسلم بستة أحاديث (٤). وروى عن عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان، وروى عنه أولاده المنذر وعبيد الله وأيوب وإبراهيم، وابن ابنه أبو زرعة بن عمرو، وأنس وأبو وائل وزيد بن وهب وزياد بن علاقة والشعبي وقيس بن أبي حازم وهمام بن الحارث وأبو ظبيان حصين بن جندب وغيرهم (٥).

كما عده العلماء من أهل الفتيا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم البارزين، وتسلسله الرابع عشر في مراتبهم من كثرة الفتيا (٦).

وكان كيسا فطنا عاقلا حاضر البديهة وجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مجلسه رائحة من بعض جلسائه، فقال عمر: " عزمت على صاحب هذه الرائحة إلا قام فتوضأ فقال جرير: علينا كلنا يا أمير المؤمنين فاعزم، فقال عمر: عليكم كلكم عزمت، ثم التفت إلى جرير وقال له: ما زلت سيدا في الجاهلية والإسلام " (٧).

وكان آلفا مألوفا: أحبه النبي صلى الله عليه وسلم قال جرير: «ما حجبني رسول الله


(١) الخلابة: القول.
(٢) الاستيعاب (١/ ١٣٩).
(٣) أسماء الصحابة الرواة - ملحق بجوامع السيرة (٢٧٨) وخلاصة تهذيب، تهذيب الكمال (٦١).
(٤) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال (٦١).
(٥) تهذيب التهذيب (٢/ ٧٣).
(٦) أصحاب الفتيا - ملحق بجوامع السيرة لابن حزم (٣١٩).
(٧) الاستيعاب (١/ ٢٣٨).