للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لكل مسلم (١)»، فصدق ما عاهد الله عليه في كل حياته، فقد نزل الكوفة ثم تحول إلى قرقيسياء فنزلها وقال: " لا أقيم ببلدة يشتم فيها عثمان " (٢)، واعتزل عليا ومعاوية (٣) فلم يقاتل مسلما، فهو تقي نقي، يخاف الله ويحاسب نفسه، فلا يحيد عن تعاليم الدين الحنيف أبدا.

يكنى أبا عمرو، وقيل: يكنى أبا عبد الله (٤) وكان أولاده: عبد الله، وعبيد الله، والمنذر، وإبراهيم، وبشير (٥)، وأيوب، وعمرو (٦).

وكان جميل الصورة، وحين قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مسلما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه يقدم عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن، وإن على وجهه مسحة ملك، فلما دخل نظر الناس إليه، فكان كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبروه بذلك فحمد الله تعالى (٧)»، وكان عمر يقول: " جرير يوسف هذه الأمة " لجماله وكماله وحسن فعاله (٨)، وكان طويل القامة يصل إلى سنام البعير، يخضب لحيته بزعفران بالليل ويغسلها إذا أصبح (٩).

رآه عبد الملك بن عمير فقال: رأيت جريرا كأن وجهه شقة قمر (١٠)، فكان أحد المتعممين بمكة مخافة النساء على أنفسهم من جمالهم (١١).

وكان أعور ذهبت عينه بهمذان (١٢)، فكان معدودا من العوران


(١) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ١٤٧).
(٢) تهذيب التهذيب (٢/ ٧٣).
(٣) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ١٤٧).
(٤) الإصابة (١/ ٢٤٢).
(٥) جمهرة أنساب العرب (٣٨٥).
(٦) تهذيب التهذيب (٢/ ٧٣).
(٧) البداية والنهاية (٨/ ٥٥).
(٨) البدء والتاريخ (٥/ ١٠٣)، وانظر تهذيب الأسماء واللغات (١/ ١٤٧).
(٩) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ١٤٧).
(١٠) البداية والنهاية (٧/ ٥٦).
(١١) المحبر (٢٣٢).
(١٢) المعارف (٥٨٦) والمحبر (٢٦١).