والمعنى انظروا ما قدمتم للآخرة، فإن كنتم قدمتم أعمالا خيرة فاحمدوا الله عليها واسألوه الثبات وإن كنتم قدمتم أعمالا سيئة فتوبوا إلى الله منها وارجعوا إلى الحق والصواب.
فالواجب على أهل الإيمان أينما كانوا أن يتقوا الله دائمآ، ويحاسبوا أنفسهم دائما، ولا سيما وقت الشدائد وعند المحن كحالنا اليوم، يجب الرجوع إلى الله والتوبة إليه، وحساب النفس وجهادها لله، وما سلط علينا هذا العدو، إلا بذنوبنا، فلا بد من جهاد النفس، ولا بد من الضراعة إلى الله، وسؤال الله سبحانه وتعالى أن ينصرنا على عدونا، وأن يذل عدونا وأن يكفينا شره وشر أنفسنا وشر الشيطان.
ولا بد من الضراعة إلى الله وسؤاله التأييد كما قال تعالى:{فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}(١) فلا بد من الضراعة إلى الله وسؤاله جل وعلا النصر.
والنبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر ليلة الواقعة قام يناجي ربه، ويدعوه ويبكي، ويسأل ربه النصر حتى جاءه الصديق رضي الله عنه بعدما سقط رداؤه، وقال حسبك يا رسول الله، إن الله ناصرك، إن الله مؤيدك، فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الناس، وسيد ولد آدم يتضرع إلى الله، فكيف بحالنا ونحن في أشد الضرورة إلى التوبة إلى الله، وإلى البكاء من خشيته، وإلى طلب النصر منه سبحانه وتعالى في ليلنا ونهارنا.
فالغفلة شرها عظيم، والمعاصي خطرها كبير. . فالواجب الإقلاع منها والتوبة إلى الله سبحانه، فالذي عنده تساهل في الصلاة يجب أن يحافظ عليها، ويبادر إليها، ويصلي في الجماعة، والذي يتعامل بالربا، يجب أن يترك ذلك وأن يتوب إلى الله منه، والذي عنده عقوق لوالديه يتقي الله ويبر والديه، والقاطع لأرحامه يتقي الله ويصل أرحامه، والذي يشرب المسكر يتقي الله ويقلع عن ذلك، ويتوب إلى الله، والذي يغتاب الناس يحذر ذلك، ويحفظ لسانه ويتقي الله.