للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهكذا يحاسب كل إنسان نفسه في كل عيوبه، ويتقي الله، وهكذا الموظف المقصر في وظيفته وفي أمانته يتقي الله ويؤدي حق الله، وحق عباده وهكذا الرؤساء كل واحد منهم سواء كان ملكا أو رئيس جمهورية أو وزيرا، كل واحد منهم عليه أن يحاسب نفسه لله، ويجاهدها لله، ويتوب إلى الله سبحانه من سيئ عمله. وهكذا كل موظف، كل جندي عليه أن يجاهد نفسه ويطيع الله ورسوله، ويطيع رئيسه في المعروف، ويتوب إلى الله من سيئات عمله، وتقصيره.

وهذا كله من أسباب النصر، والعاقبة الحميدة، فلا بد من الصدق مع الله وجهاد النفس، والتوبة الصادقة، من سائر الذنوب، من الرؤساء والمرؤوسين.

ولا بد من الدعاء والضراعة إلى الله ونطلب منه النصر والتأييد والعون على العدو، وسؤال الله أن يخذل العدو، ويرد كيده في نحره، ولا بد مع ذلك من الأسباب الحسية من قوة وجيش وسلاح، كما قال سبحانه: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (١)، وقال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} (٢). فيجب على أهل الإيمان أن يعدوا العدة المناسبة لجهاد الأعداء بكل ما يستطيعون، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (٣) فعلى المسلمين أن يعدوا ما استطاعوا من القوة: من السلاح والرجال والتدريب، فإذا فعلوا ذلك كفاهم الله شر عدوهم، وجاءهم النصر من الله، يقول الله سبحانه: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (٤)، ويقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (٥)، ويقول سبحانه وبحمده: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (٦).


(١) سورة الأنفال الآية ٦٠
(٢) سورة النساء الآية ٧١
(٣) سورة الأنفال الآية ٦٠
(٤) سورة البقرة الآية ٢٤٩
(٥) سورة محمد الآية ٧
(٦) سورة آل عمران الآية ١٢٠