للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستخلف أبو بكر رضي الله عنه جاء إليه يستأذنه، فأذن له وقال: والله لا أحل راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

٢ - لم يشهد مع علي رضي الله عنه من حروبه شيئا، وقال له: لو أدخلت يدك في فم تنين لأدخلت يدي معها، ولكنك قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قتلت ذلك الرجل الذي شهد أن لا إله إلا الله، وحكاية ذلك، كما ذكر ابن الأثير بسنده: «أن أسامة قال: أدركته، يعني كافرا، كان قتل في المسلمين في غزاة لهم، قال: أدركته أنا ورجل من الأنصار، فلما شهرنا عليه السلاح- قال: أشهد أن لا إلا الله، فلم نبرح عنه حتى قتلناه.

فلما قدمنا على رسول الله أخبرناه خبره، فقال: يا أسامة، من لك بلا إله إلا الله؟ فقلت: يا رسول الله، إنما قالها تعوذا من القتل، فقال: من لك يا أسامة بلا إله إلا الله؟ فوالذي بعثه بالحق ما زال يرددها علي، حتى وددت أن ما مضى من إسلامي لم يكن، وأني أسلمت يومئذ، فقلت: أعطي الله عهدا أن لا أقتل رجلا يقول: لا إله إلا الله (١)». . فكان هذا تبريرا أوضحه لعلي رضي الله عنه؛ لكي لا يكود معه ولا ضده، حيث روي أنه ممن اعتزل ما حصل بين الصحابة بعد فتنة عثمان رضي الله عنه؛ ولذا قال لعلي رضي الله عنه في موقف آخر، ضمن رسالة شفوية بعث بها مولاه حرملة. فقال له: أقرئه السلام، وقل له: إنك لو كنت في شدق الأسد- لأحببت أن أدخل معك فيه، ولكن هذا أمر لم أره (٢).

٣ - ولما «أهم قريشا أمر المرأة المخزومية التي سرقت. فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فقالوا: ومن يجترئ عليه، إلا أسامة بن زيد حب رسول الله؟، فكلمه أسامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم تشفع في حد من حدود الله؟.

ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم، كما ذكر ابن سعد بسنده من حديث عائشة رضي الله


(١) أسد الغابة١: ٨٠.
(٢) طبقات ابن سعد ٤: ٧١.