ألا أبلغ قريشا أن سلعا ... وما بين العريض إلى الصماد
ومنها:
فلم نر عصبة فيمن لقينا ... من الأقوام من قار وباد
أشد بسالة منها إذا ما ... أردناه وألين في الوداد
إذا ما نحن أشرجنا عليها ... جياد الجدل في الأرب الشداد
قذفنا في السوابغ كل صقر ... كريم غير معتلث الزناد
أشم كأنه أسد عبوس ... غداة بدا ببطن الجزع غادي
يغشى هامة البطل المذكى ... صبي السيف مسترخي النجاد
لنظهر دينك اللهم إنا ... بكفك فاهدنا سبل الرشاد
سلع: جبل بالمدينة * العريض: واد بالمدينة * الصماد: جبل * القاري: من كان من أهل القرى والباد من كان من أهل البادية * البسالة: الشجاعة * أشرجنا: ربطنا * الجدل: الدروع المحكمة * الأرب: العقدة الشديدة * السوابغ: الدروع * اعتلث الرجل زندا: أخذه من شجر لا يدري أيوري أم لا؟ * الأشم: العالي العزيز * المذكى: الذي بلغ الغاية في القوة * صبي السيف: وسطه، * النجاد: حمائل السيف.
إن الشاعر ليفخر بقومه حيث لا يرى بسالة أشد من بسالتهم بين القرى والبوادي إذا ما أرادوا الضرب الذي تحدث عنه في أبيات سابقة وهم إلى جانب سطوتهم وقوتهم ألين في حبهم من غيرهم فهم البسلاء إذا ما ضربوا واللينون إذا ما أحبوا، وبسالتهم تتجلى حين يربطون الدروع ويشدون عقدها، وكأنهم يقذفون في الدروع كل صقر كريم مستعد للحرب عالي الأنف، كأنه الأسد في عبوسه حين يغدو ببطن الجزع، وحين يضرب بوسط سيفه هامة البطل الذي بلغ غاية قوته، وقد بدا نجاده الطويل المسترخي إلى جانبه يشير إلى طوله، كل ذلك يكون لإظهار دين الله وإعلاء كلمته، ثم ختم قصيدته بالدعاء إلى الله أن يهديهم في حياتهم ومعاركهم سبل الرشاد.
* * *
وقد تناول كعب بن مالك تصوير يوم ذي قرد وخيبر والطائف، ونسوق بعض أبيات من قوله في غزوة الطائف: