للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإلى قصة القوم الذين فروا من الطاعون ونزلوا واديا حماية لأنفسهم من الموت، فأماتهم الله ثم أحياهم وكان في إحيائهم- كما يقول ابن كثير - دليل قاطع على وقوع المعاد الجسماني في يوم القيامة: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} (١) وقصة القتيل الذي تخاصم فيه قومه فأمر الله أن يضربوه ببعض أجزاء البقرة وبين لهم كيف يمكن عودة الميت إلى الحياة: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} (٢) {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (٣) وأورد القرآن قصة الرجل الذي مر على قرية وهي خربة، فاستبعد عودة أهلها إلى الحياة مرة أخرى، فأراه الله عجيب قدرته في الإعادة والإحياء، فأماته مائة عام ثم بعثه، وأراه كيف أن طعامه طيلة هذه المدة لم يفسد، بينما حماره أصبح عظاما بالية وأوقفه الله على كيفية دبيب الحياة في العظام البالية وعودة حماره إلى الحياة مرة ثانية: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (٤)


(١) سورة البقرة الآية ٢٤٣
(٢) سورة البقرة الآية ٧٢
(٣) سورة البقرة الآية ٧٣
(٤) سورة البقرة الآية ٢٥٩