للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما جاء الأمر بالمبادرة ببذل المال والتصدق في سبيل الله في الكتاب والسنة.

ففي الكتاب: مثلا:

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (١).

وقوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} (٢).

وفي السنة:

ما جاء عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغني، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان كذا (٣)» وفي رواية لفظ «وأنت صحيح حريص (٤)».

ففي هذه النصوص حث على الإسراع بالتصدق وبذل المال، وتحذير من تأخير ذلك، أو التسويف بالإنفاق استبعادا لحلول الأجل واشتغالا بطول الأمل، والترغيب في المبادرة بالصدقة قبل هجوم المنية وفوات الأمنية، أو قبل نزول الجوائح المالية فيصبح الإنسان فقيرا بعد غناه


(١) سورة البقرة الآية ٢٥٤
(٢) سورة المنافقون الآية ١٠
(٣) صحيح البخاري " الزكاة " (٣/ ٢٨٤).
(٤) صحيح البخاري " الوصايا " (٥/ ٣٧٣).