للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيعجز عن التصدق إذ لم يغتنم غناه في المبادرة إلى البذل والعطاء.

كما بينت هذه النصوص أن الصدقة حال الصحة مع وجود مظنة الشح والحرص لما يأمله الإنسان من البقاء والحذر من الفقر أصدق في النية وأعظم للأجر، بخلاف من يئس من الحياة ورأى مصير المال لغيره، فسخاوة المريض بالمال في حال مرضه لا تمحو عنه شيمة البخل إذا لم يكن كذلك في حال صحته (١).

وقد جاء الأمر - أيضا - بالمبادرة والإسراع في أداء الصلوات الخمس في أوقاتها والتبكير لصلاة الجمعة والتوجه إليها بالقلوب والنية والخشوع، وأن للمبادر إلى ذلك من الأجر والفضل ما ليس لمن تباطأ وتأخر، بل قد يعاتب أو يعاقب المتأخر بحسب حاله.

فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (٢).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر، ومثل المهجر كمثل الذي يهدي البدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كالذي يهدي الكبش، ثم كالذي يهدي الدجاجة، ثم كالذي يهدي البيضة (٣)».

وقال صلى الله عليه وسلم: - أيضا - «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير


(١) فتح الباري (٣/ ٢٨٥) بتصرف.
(٢) سورة الجمعة الآية ٩
(٣) صحيح مسلم " الجمعة " (٢/ ٥٨٧).