للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصخور الصماء تطلعوا عليا إلى السماء وكلما ذكرت لهم عبادة الأسياد والآباء ازدادوا لربهم توحيدا وثناء، وهكذا كانوا طوال بقائهم صبرا ومضاء، فرضي الله عنهم وأرضاهم.

رابعا - السبق أو المبادرة فرص ثمينة يفوز بثمراتها المبادرون فيها وإلا فلربما يصرف الإنسان عنها ويندم على فواتها:

ولهذا فقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - سابقين مغتنمين الفرص الطاعات مجندين كل طاقاتهم وقدراتهم لذلك، فكلما لاحت لأحد فرصة في عمل الخير والطاعة سبق إليها من غير انتظار، أو تسويف وذلك خشية من تغير الأحوال وتضييع الفرص إذ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} (١).

وقال تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (٢).

ولهذا فقد قال العلماء: إن المرء إذا لاحت له فرصة في الطاعة فحقه أن يبادر إليها ولا يسوف لئلا يحرمها (٣)، ولقد جاء في الحديث الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم -: «يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب. . . . . فقال عكاشة ابن محصن: أمنهم أنا يا رسول الله؟ قال: " نعم " فقال آخر: أمنهم أنا؟ قال: " سبقك بها عكاشة (٤)».


(١) سورة الأنفال الآية ٢٤
(٢) سورة الأنعام الآية ١١٠
(٣) فتح الباري (٨/ ١٢٤).
(٤) صحيح البخاري " الطب " (١٠/ ١٥٥).