للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما ورد فيها من أفعال، إنما هي من قبيل المجاز لا الحقيقة.

(ب) وأنكر فريق وجود المجاز في القرآن الكريم ولغة العرب بالكلية، وممن أنكره أبو إسحاق الأسفرائيني، والإمام ابن تيمية في فتاويه، وتبعه تلميذه ابن القيم في (الصواعق المرسلة) حيث عقد فيه فصلا مطولا بعنوان (فصل في كسر الطاغوت الثالث الذي وضعته الجهمية لتعطيل حقائق الأسماء والصفات، وهو طاغوت المجاز)، وقد ذكر فيه أكثر من خمسين وجها، في إبطال حجج القائلين بالمجاز، وكشف عواره، وما له من سيئ الأثر على عقيدة المسلم وتوجيه آيات الله في كتابه العزيز (١).

(ج) أما الفريق الوسط، فقد ذهبوا إلى أن المجاز موجود في اللغة، إلا أن وجوده في القرآن مردود، وممن قال بذلك، محمد بن خويز منداد البصري المالكي، وداود بن علي الأصبهاني، وابن القاص الشافعي ومنذر بن سعيد البلوطي، الذي ذكر ابن تيمية عنه في فتاويه، أنه صنف كتابا في نفيه عن القرآن (٢). وقد قال بقولهم الشيخ محمد أمين الشنقيطي، في رسالته الموسومة بـ (منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز).

وقد ذهب الظاهرية أيضا، إلى نفيه عن الكتاب العزيز، وإن كان الإمام ابن حزم قد اتخذ موقفا متأرجحا، حيث قسم الأسماء الواردة في


(١) انظر: (مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة) نشر إدارات البحوث بالرياض (٢/ ١ - ٢٣١).
(٢) الفتاوى لابن تيمية جمع عبد الرحمن بن محمد القاسم (٧/ ٨٩)، الطبعة الأولى.