للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوهم الباطل.

وفي الآية الثانية رفع الظلم عن النساء، حيث كان الناس في الجاهلية يحرمونهن من الميراث مستغلين ضعفهن، وعجزهن، ويضطهدونهن ويسيئون عشرتهن إذا أرادوا التخلص منهن، حتى يفتدين، فحرم الإسلام ذلك إلا إذا أتين بفاحشة مبينة.

وفي الآية الثالثة تحريم الخمر، لأنها تسبب أضرارا كثيرة ومفاسد عظيمة، ومن ضمنها ما حدث بين الصحابة من اعتداء بعضهم على بعض لما شربوها.

فلولا أسباب النزول ما اهتدينا إلى هذه الحكم النافعة على وجه التفصيل، ومعرفة هذه الحكم تزيد المؤمن إيمانا، وثقة في دينه وما شرعه الله له من الأحكام النافعة المبنية على مقاصد عظيمة، وترغب الكافر في الإيمان إذا تبين له سمو التشريع الإسلامي ويسره وسهولته وما اشتمل عليه من المنافع والمصالح والمقاصد الحسنة، وكثير من الناس قد أدهشهم ذلك، فكان سببا في إيمانهم.

ثالثا: أن أسباب النزول تفيدنا في معرفة التدرج في تشريع بعض الأحكام والمراحل التي مرت بها، ومعرفة هذا مهم للدعاة خصوصا الذين يدعون إلى الإسلام في بلاد الكفر فعليهم أن يتدرجوا معهم في تعليم الإسلام والدعوة إليه وتطبيق تعاليمه.

ويدل على ذلك ما رواه الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: «اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء، فنزلت التي في البقرة: الآية. فدعي عمر فقرئت عليه فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء، فنزلت التي في النساء:


(١) سنن الترمذي (٥/ ٢٥٣) تفسير سورة المائدة. وراجع: أسباب النزول للواحدي ص (٢٠٠) والدر المنثور (١/ ٢٥٢).