ومسئولية القلم تحتمان علي وعلى كل قادر المشاركة في هذه الزاوية تنبيها وتوضيحا وهو جهد المقل، في إبانة بعض الأمور التي يجب على المسلم أن يحذر منها، وأن ينتبه لخطرها على عقيدته التي هي أعظم شيء يجب أن يحرص عليه اهتماما وتطبيقا لعظم المسئولية على أهل العلم، وأرباب التعلم والفكر، في تجلية مسببات هذه الأمور، ولفت نظر الغافل إليها، وإبانة ما وراءها من نتائج، مع الاهتمام بالإشارة إلى المعالم التي تحذر ناشئة المسلمين من الركون إليها دون وعي أو روية بحيث تصبح صغائر الأمور (١) مع الزمن لديهم كبائر، ومع توسع المدارك تكون الأمور التي أخذت تقليدا ثقافة راسخة، وجزءا من العادات التي يصعب التخلص منها كما يقول الشاعر: -
وينشأ ناشئ الفتيان منا ... على ما كان عوده أبوه
وجزى الله شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب خيرا فقد أوضح في كتابه:"كتاب التوحيد" أمورا كثيرة مهمة في عقيدة المسلم الحريص، ولما كنت لا أزال طالب علم، وفي الساحة من هو أعلم مني وأقدر فقد أحببت أن أشارك من هذا المنطلق بما توصلت إليه بعد أن استعنت بالله ورأيت بدء هذا الموضوع بالرقم ثلاثة عشرة الذي يتشاءم به كثيرا من الناس.
وكان مبعث هذا وجهة نظر دارت بيني وبين أخ كريم،
(١) ورد في الحديث التحذير من محقرات الذنوب، وهي ما يتهاون به الإنسان ويحتقره لصغره.