للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمام جيوش المسلمين، ليصبح الرقم ١٣، هو حاصل الجمع، وهذا فيه مداخل التنجيم والتشاؤم من مطالع النجوم الذي ينهى عنه الإسلام.

ولكي يدرك المسلم هذا السر الذي رسخه مؤرخوهم القدامى، وبثوا في قلوب قادتهم التخوف من هذا الرقم، وما يحمل من نذائر شؤم أيده المنجمون عندهم، وأن عليهم ألا يقدموا على أي معركة، يبرز في مجموع سنواتها الرقم ١٣، ويشتد الأمر إذا اقترن هذا الرقم مع يوم الجمعة، لما في ذلك من نذارة الهزيمة، إذ لذلك نماذج في حياتهم، من حيث التشاؤم بالطالع والزاجر، كما كانت تعتقد العرب في جاهليتها، حيث مقت ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذرت منه تعاليم الإسلام، إبعادا وتشديدا.

وسأورد هنا على سبيل المثال لا الحصر، النماذج التالية: -

١ - في عام ٥٢٤هـ ذكر ابن الأثير في تاريخه أن عماد الدين زنكي أمر عسكره أن يتجهزوا للغزو، وقصد حلب، فقوي عزمه على قصد حصن الأثارب، ومحاصرته لشدة ضرره على المسلمين، وكان من به من الفرنج يقاسمون حلب على جميع أعمالها، ويضيقون عليهم معيشتهم، فأظفره بمن فيه، وتسلم الحصن عنوة، وضعفت قوى الصليبيين بعد ذلك حيث انهزموا في كثير من ديار المسلمين بالشام (١).


(١) انظر الكامل ١٠/ ٦٦٢.