العقيدة التي يراد ترسيخها، فإنه يروي للأطفال بعضا من الحكايات المتعلقة بما تدعو إليه النصرانية، منها ما ينسب إلى قسطنطين قيصر الملك بن هيلانه، الذي كثر عدوه، وكاد ملكه يذهب باختلاف رعاياه وأنصاره من الروم عليه، فأراد أن يحملهم على شريعة ينظم بها مسلكهم، ويؤلف فرقتهم فاستشار من لديه من أهل النظر، فوقع اختيارهم على أن يتعبد القوم بطلب دم ليكون ذلك أقوى لارتباطهم معه، وأوكد لجدهم في نصره، فوجدوا اليهود يزعمون أن في بعض تواريخهم خبرا عن رجل كان منهم وفيهم، هم أن ينسخ حكم التوراة، وينفرد بالتأويل فيها، فعمدوا إليه وهو في نفر ممن المطلوب فيهم فصلبوه، وما عندهم تحقيق بكونه ذلك المطلوب بعينه، إلا فقدهم إياه من حينئذ.
وهذه الحكاية قد تفتق عنها حيلة من قسطنطين المذكور، حيث عمد إلى من وجد من أمة عيسى عليه الصلاة والسلام وقد اختلفت دعاويها بعد المسيح بأربعين سنة، والتفت إليهم غير محسوسين في الأرض، لا يظفر بواحد منهم إلا قتل ومثل به، فاستخرج قسطنطين ما تبقى من رسم الشريعة التي بأيدهم، وجمع عليه وزراءه فأثبت ما شاء، وما رآه موافقا لاختياره كالقول بالصلوبية، ليتعبد قومه بطلب دم، والقول بترك الختان، لأنه شأن قومه، ثم اختلق رؤيا قال: إنها حدثت له في منامه، وذلك أول شيء أظهره من هذا الأمر فجمع أنصاره ورعاياه من