للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣١٥ هـ ببغداد، قرأ على ثعلب والمبرد واليزيدي، ورحل إلى مصر ثم إلى حلب فبغداد، قال المرزياني: إنه " لم يكن بالمتسع في الرواية للأخبار والعلم بالنحو، وما علمته صنف شيئا ولا قال شعرا، وكان إذا سئل عن مسألة في النحو ضجر وانتهر من يواصل مساءلته " (١) لكن ياقوت ذكر أن له كتاب " التثنية والجمع " وكتاب " شرح سيبويه " وكتاب "تفسير رسالة كتاب سيبويه " (٢).

وقد تعارف الباحثون على أن لقب " الأخفش " إذا أطلق انصرف إلى الأخفش الأوسط دون سواه، لأنه أشهر الأخافش على الإطلاق، فإطلاقه عن القيد يغني لشهرته عن لزوم تقييده به دائما، في حين لا غنى عن تقييد غيره على وجه الدوام بما ينبغي أن يقيد به من خاص لقبه.

سكن سعيد بن مسعدة البصرة، مولى لمجاشع بن دارم من تميم، فقطعت نشأته في بني مجاشع بينه وبين فارسيته، وأزالت حياته في البصرة اللكنة عن لسانه، وجعلته يلتزم بالتعبير الفصيح ويحرص على نقاء اللغة وينكر ما ألف الناس استعماله من العامية أو من غير العربية.

وقد حملته دواعي الدين وطلب الرفعة على الدرس والتحصيل، فحضر حلقات العلم في مساجد البصرة وأجاد فنون اللغة والنحو إجادة عظيمة، لقنه علم ذلك أعلام المعرفة في عصره، فقد أخذ عنه طائفة جليلة من العلماء مثل:

- عيسى بن عمر المتوفى سنة ١٩٤٩ هـ الذي تلقى منه القراءة والنحو والصرف واللغة.

- وأبي عمرو بن العلاء المتوفى سنة ١٥٤ هـ الذي أفاد منه في القراءة وعلوم العربية، لكن أكثر ما نقله عنه على قلته جاءه منها بتوسط غيره


(١) انظر القفطي، إنباه الرواة ٢٧٨:٢.
(٢) انظر ياقوت، معجم الأدباء ٢٤٨:١٣.