للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بينهما، فقد كان يقول مثلا " زعم يونس عن أبي عمرو بن العلاء ".

- ويونس بن حبيب المتوفى سنة ١٨٢ هـ الذي أفاد منه ونقل عنه في النحو والصرف واللغة، وفي القراءة والتفسير، وفى الرواية عن العرب والشعراء، وفي معاني الشعر.

- وأبي عبيدة معمر بن المثنى المتوفى سنة ٢٠٩ هـ أو سنة ٢١٣ هـ الذي اتهم الأخفش بأن كتابه في معاني القرآن صورة مغيرة لكتاب (١) معمر فيها.

- وأبي زيد الأنصاري البصري المتوفى سنة ٢١٤هـ أو سنة ٢١٥هـ الذي أفاد منه في الصرف وفي لغات العرب، التي كان يروي عنه كثيرا منها.

أما تلمذة الأخفش للخليل المتوفى سنة ١٦٠هـ أو سنة ١٧٠هـ، ففي جمهرة المصادر القديمة أن الأخفش لقي من لقيه سيبويه عنهم، والخليل كما هو معروف من هؤلاء، بل هو أهمهم وأكثرهم أثرا في سيبويه.

وبعض هذه المصادر ينفي ذلك، قال ابن جني نقلا عن أستاذه أبي علي: " كان الأخفش مع الخليل في بلد واحد فلم يحك عنه حرفا " (٢).

وأغلب الظن عندي أن الأخفش قد تلمذ للخليل مرتين إحداهما مباشرة في العروض والأخرى في النحو بطريق غير مباشر، فقد كان الأخفش شديد العناية بالعروض والنحو معا، لذلك طلبهما عند أربابهما وأصحاب العلم الواسع فيهما، ولم يكن آنذاك من هو أعلم بهما من الخليل أستاذ سيبويه.

أما العرض فلم يكن ثم من فكر فيه وشغل باختراعه ثم اشتغل به آنذاك سوى الخليل، لهذا لازمه الأخفش لتلقي هذا العلم الجديد على


(١) انظر الزبيدي، طبقات النحويين واللغويين ٧٣.
(٢) ابن جني، الخصائص ٣١١:٣.