للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو حديث حسن (١).

وقال المناوي: وفيه - أي: في الحديث الذي ذكره بلفظ «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة علي (٢)». . . " - كالذي قبله - أي بدون هذه الزيادة- تعليم حسن وتوقيف على أدب جميل، وبعث على التيمن بالذكرين، والتبرك بهما، والاستظهار بمكانهما. . . وقد توارث العلماء والخطباء والوعاظ كابرا عن كابر هذا الأدب، فحمدوا الله وصلوا على نبيه أمام كل علم مفاد، وقبل كل عظة وتذكرة، وفي مفتتح كل خطبة، وتبعهم المترسلون فأجروا عليه أوائل كتبهم من الفتوح والتهاني، وغير ذلك من الحوادث التي لها شأن (٣).

وقال الشوكاني: (افتتح المؤلف - أي أبو البركات - الكتاب - أي المنتقى- بحمد الله سبحانه وتعالى أداء لحق شيء مما يجب عليه من شكر النعمة التي من آثارها تأليف هذا الكتاب، وعملا بالأحاديث الواردة في الابتداء به، ثم ساق حديث أبي هريرة رضي الله عنه المذكور (٤).

كما ذكره الشيخ زكريا الأنصاري في افتتاح المؤلف بحمد الله في شرحه: فتح الباقي، كمستند للمؤلف ببدئه بذلك، وقال: فالمراد بعد ذكر الله ليشمل البسملة والحمدلة، وكل منهما ذكر


(١) انظر تفسير ابن كثير (١/ ١٨).
(٢) سنن أبو داود الأدب (٤٨٤٠)، سنن ابن ماجه النكاح (١٨٩٤).
(٣) انظر فيض القدير (٥/ ١٤).
(٤) انظر نيل الأوطار للشوكاني (١/ ١٤).