للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهب بن كيسان أنه قال: رأيت الدنانير والدراهم قبل أن ينقشها عبد الملك، فوجدتها ممسوحة وهي وزن الدنانير التي ضربها عبد الملك. وروى أيضا عن عبد المطلب بن وداعة السهمي أنه أراه وزن المثقال، قال: فوزنته، فوجدته وزن مثقال عبد الملك، ومثقال أبي وداعة كان عنده في الجاهلية (١). ولم ينكر الصحابة التعامل بها بعد ضربها.

لقد استبدل عبد الملك صورة القيصر بصورته، وأبقى العمود القائم على المدرجات الأربعة، ولكنه حذف شارات الصليب وما يدل عليه، وقد اعترض الصحابة على صورة عبد الملك على نقده الدمشقي وكان هذا رأيا لبعضهم، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه تعاملوا بالنقد الروماني وعليه صور ملوكهم، وكان ضرب عبد الملك للدينار الإسلامي سببا لنزاعه مع الروم من جديد، حيث استقل المسلمون بنقدهم المنقوش بعبارات إسلامية: (محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)، (بسم الله ضرب في سنة سبع وسبعين)، وحصر الأمويون دار الضرب في دمشق والفسطاط.

أما وزن هذا الدينار فهو ٤. ٢٥ غرام، وهو محفوظ إلى اليوم في متحف بغداد (٢).

وفي عهد عبد الملك تمتعت الدولة الإسلامية بما يعرف بالاستقرار النقدي أو الاستقلال عن النفوذ النقدي لفارس والروم.

هل ضربت نقود إسلامية قبل عبد الملك؟

ذكر المقريزي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب الدراهم على نقش الكسروية بصورها، وزاد عليها عبارة (الحمد لله)، (محمد رسول الله)، (لا إله إلا الله وحده)، وضربها على وزن ستة لظروف اقتصادية


(١) فتوح البلدان، البلاذري ص٤٧٢.
(٢) النقود العربية ماضيها وحاضرها عبد الرحمن فهمي ص٤٥، والدينار الإسلامي في المتحف العراقي للنقشبندي.