للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عند من يرى أن وزن ستة فيه نقص عن التمام، وقد رجحنا أن درهم الستة واف لا نقص فيه. كما ضرب عثمان دراهم نقش عليها (الله أكبر) (١).

وهناك أقاويل أن خالد بن الوليد ضرب الدنانير الرومية عام ١٥ - ١٦هـ وكتب عليها اسمه، ويرى المرحوم مصطفى الذهبي أن هذا الأمر كان سبب عزل خالد، وهو مردود بأن العزل تم قبل فتح دمشق، بل ذهب بعضهم أن عمر ضرب الدراهم الفارسية ولم يضرب الدنانير الرومية إزعاجا لخالد وإهمالا لرأيه (٢)، وكلها أقاويل لا صحة لها ولا خطام ولا زمام.

وقد نقش عبد الله بن الزبير دراهم مستديرة بمكة، ونقش على استدارتها: (عبد الله)، وعلى إطارها بالخط الكوفي (بسم الله ربي) (محمد رسول الله) وعلى الوجه الآخر: (أمر الله بالوفاء والعدل) (٣).

وذكر آخرون أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه (٤١ - ٦٠) قد ضرب دنانير عليها صورته، وما تزال بعض دراهمه محفوظة في المتحف البريطاني، أما الدنانير التي ذكرها المقريزي على أنها من ضرب معاوية، فلم يصلنا منها شيء، وربما استهلكت خلال عملية الإصلاح النقدي لعبد الملك (٤).

وجملة هذه الروايات يرفضها ثقات المؤرخين، ولكن يعكر عليهم رفضهم هذا ما جاء في الأحاديث من النهي عن كسر سكة المسلمين والمحافظة على سلامة النقد في ديار الإسلام بمنع قرضها وتشويهها إذا


(١) المقريزي من كتاب النقود العربية للكرمللي ص٣٢.
(٢) الذهبي من كتاب النقود العربية للكرمللي ص٩١.
(٣) النقود العربية للكرمللي ص٩٢، وتاريخ الطبري، ط بيروت ٤/ ٤١٦، وفتوح البلدان للبلاذري.
(٤) النقود العربية ماضيها وحاضرها، عبد الرحمن فهمي محمد ص٢٩.