١ - إذا كان في هجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أحد صحابته الكرام البررة، أو فيه مساس بدين الله من قريب، أو بعيد، في أصوله ومنطلقاته، أو في أحكامه وشرائعه، أو في آدابه وأخلاقياته.
٢ - إذا كان يطغى على صاحبه، ويأخذ عليه زمام أمره، ويشغل منه وقته، بحيث يصرفه عن القرآن الكريم تلاوة وتدبرا وحفظا، ويشغله عن طلب علم الدين الذي فيه نجاته وسعادته، فيغدو منقطع الصلة بحبل الله، منصرف الهمة عن دينه، فارغ القلب من خشية ربه ورجاء عفوه، معطل الجوارح عن تمثل آداب هذا الدين والانضباط بضوابط أخلاقه وسلوكياته.
٣ - إذا كان - في مجمله - لا يخرج عن دائرة الكلام المذموم والقول القبيح، كأن يكون غزلا فاحشا يلوك الأعراض المصونة، ويهتك الحرمات الطاهرة، وينزل بالحس البشري إلى مستوى البهيمية المتدنية، أو يكون هجاء مقذعا جائرا، لا يرعوي قائله عن إلصاق أبشع الصفات وأقبح الخصال بمن هم أرفع من أن تنالهم أصابع الاتهام، وتدنس ثيابهم قذارات البذاءة، أو يكون مدحا كاذبا، لا يخرج عن دائرة النفاق، ولا يتعدى نطاق التزلف والمداجاة والتملق السمج الباهت.
ذلكم هو الشعر المذموم المستبعد من دائرة الحس الإسلامي وتصوره، وتلك هي صفاته وتوجهاته.
أما إذا كان الشعر نظيفا من كل ما ذكرنا، فإنه لا يخرج - بحال - عن دائرة الشعر المباح الذي تشمله جملة الأحاديث النبوية الشريفة بالمدح، أو تكتنفه بعين الرضا والقبول.
إن كل شعر لا يصادم شيئا من المفاهيم الإيمانية من قريب أو بعيد، - كأن يحسن الشر، ويقبح الخير ويدعو إلى منكر أو ينهى عن خير - لا