للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن مفلح في كتابه، الآداب الشرعية: (١).

جاء رجل إلى الحسن بن سهل يستشفع به في حاجة فقضاها، فأقبل الرجل يشكره، فقال له الحسن بن سهل: علام تشكرنا ونحن نرى أن للجاه زكاة كما أن للمال زكاة، أو في لفظ: ونحن نرى كتب الشفاعات زكاة مروءتنا، ثم أنشأ يقول:

فرضت علي زكاة ما ملكت يدي ... وزكاة جاهي أن أعين وأشفعا

فإذا ملكت فجد فإن لم تستطع ... فاجهد بوسعك كله أن تنفعا

قال القاضي المعافي بن زكريا: ولله در القائل:

وإذا امرؤ أهدى إليك صنيعة ... من جاهه فكأنها من ماله

وروى ابن أبي شيبة في مصنفه وابن ماجه من حديث موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف، عن جهمان عن أبي هريرة مرفوعا: «لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصوم (٢)»

وقال بعضهم:

وإذا السعادة أحرستك عيونها ... نم فالمخاوف كلهن أمان

واصطد بها العنقاء فهي حبائل ... واقتد بها الجوزاء فهي عنان

وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أتاه السائل أو صاحب الحاجة، قال: «اشفعوا فلتؤجروا، ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء (٣)» رواه البخاري ومسلم، وفي لفظة "تؤجروا " ورواه أحمد، ولأبي داود «اشفعوا إلي لتؤجروا وليقض الله على لسان رسوله ما شاء (٤)» وعن معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرجل ليسألني عن الشيء فأمنعه كي تشفعوا له فتؤجروا (٥)» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اشفعوا تؤجروا (٦)» رواه


(١) صـ ١٨٥ من جـ ٢ من الآداب الشرعية.
(٢) سنن ابن ماجه الصيام (١٧٤٥).
(٣) صحيح البخاري التوحيد (٧٤٧٦)، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٦٢٧)، سنن أبو داود الأدب (٥١٣١).
(٤) صحيح البخاري الأدب (٦٠٢٧)، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٦٢٧)، سنن الترمذي العلم (٢٦٧٢)، سنن النسائي الزكاة (٢٥٥٦)، سنن أبو داود الأدب (٥١٣١)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٤٠٠).
(٥) سنن النسائي الزكاة (٢٥٥٧)، سنن أبو داود الأدب (٥١٣٢).
(٦) صحيح البخاري الزكاة (١٤٣٢)، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٦٢٧)، سنن أبو داود الأدب (٥١٣١)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٤٠٠).