للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لن يكون فهو شيء ثابت في العدم عند من يقول به لكنه ليس بمقدر الكون والله يعلمه على ما هو عليه فيعلم أنه ممكن وأنه لا يكون والله يعلم أيضا الممتنعات وأنها لا تكون مثل فرض الشريك للباري جل جلاله مع أن كل ذلك ثابت في العلم فيثبت بذلك أن المعدوم وأن سمي شيئا في الذهن فإنه لا يكون في الخارج كذلك إلا إذا وجد (١).

وفي الصحيحين عن عمران بن حصين قال: «قيل يا رسول الله أعلم أهل الجنة والنار؟ قال: " نعم قال: ففيم يعمل العاملون؟ فقال كل ميسر لما خلق له (٢)» وفي رواية «أن رجلين من مزينة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى فيهم من قدر سبق أو فيما يستقبلون به ما أتاهم به نبيهم وتثبت الحجة عليهم. فقال لا بل شيء قضي عليهم ومضى فيهم وتصديق ذلك في كتاب الله (٥)».

وبذا يظهر فساد مقالة ابن عربي.

المقالة الثانية: من مقالات الحلولية قول الفخر الرومي وأصحابه: (أن الله هو الوجود المطلق الذي لا يتعين ولا يتميز وأنه إن تعين وتميز فهو الحق سواء تعين في مرتبة الإلهية أو غيرها) (٦).

وهي أفظع وأدخل في الكفر من مقالة ابن عربي وإنما انتحلها هربا مما في التفريق بين وجود الأشياء وماهيتها من الباطل الذي لا يستقيم أمام الأدلة الشرعية والعقلية الصحيحة وبيان ذلك أنه على القول الأول يمكن ألا يجعل


(١) انظر مجموعة المسائل والرسائل (٤/ ١٣).
(٢) صحيح البخاري التوحيد (٧٥٥١)، صحيح مسلم القدر (٢٦٤٩)، سنن أبو داود السنة (٤٧٠٩)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٤٣١).
(٣) صحيح مسلم القدر (٢٦٥٠)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٤٣٨).
(٤) سورة الشمس الآية ٧ (٣) {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا}
(٥) سورة الشمس الآية ٨ (٤) {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}
(٦) انظر مجموعة المسائل والرسائل (٤/ ١٨ وما بعدها).