للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيام، وغادر عنيزة للاحساء فقرأ على قاضيها، الشيخ عبد العزيز بن بشر ولازمه، ثم إلى قطر والساحل، وقرأ على محمد بن عبد العزيز المانع، وعاد إلى الرياض فلازم علماءه، ومن أبرزهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وسافر إلى المجمعة فقرأ على قاضيها عبد الله بن عبد العزيز العنقري، ثم عاد إلى الرياض فقرأ على مشايخه، ثم رحل إلى الهند للمرة الثانية عام ١٣٥٥هـ، فقرأ على علماء الحديث في الهند، ولازم حمد الله القرشي الدهلوي (١) وأجازه بسند متصل، وبقي سنتين، ثم عاد إلى عنيزة، وكان يتجول في الأسواق، فمتى رأى امرأة متبرجة ضربها بسوطه، وإذا سمع بأخوين متصارمين، سعى للإصلاح بينهما ما أمكنه، واشتهر بالإصلاح لذات البين، وسافر في عام ١٣٥٨م (٢) للرياض، ولازم سماحة الشيخ محمد، وحج معه، وبعد أداء المناسك، طلب الملك عبد العزيز - رحمه الله - من سماحته أن يوجه إلى الجنوب مرشدا ومعلما، لأمور الدين، فوجه المترجم له: القرعاوي إليه ووصاه بالإخلاص في دعوته، وبتقوى الله في السر والعلن، فسافر في ٢٥ من ذي الحجة من مكة عام ١٣٥٨هـ (٣) ووصل سامطة (٤).

أما الشيخ عمر أحمد في مخطوطته عن الشيخ القرعاوي، فإنه قد ذكر هذه الرحلة العلمية للشيخ، ولكن مع اختلاف عما جاء عند الشيخين عبد الله البسام، ومحمد القاضي، ولعل هذا من تغير الرواية، أو اختلاف


(١) صحة الاسم أحمد الله بن أمير القرشي، كما هو خاتمه في الإجازة.
(٢) لعل صحتها عام ١٣٥٧ هـ.
(٣) صحة ذلك يوم ٢٠ من صفر عام ١٣٥٨هـ كما ذكر القرعاوي في مجلة المنهل عام ١٣٦٧هـ.
(٤) روضة الناظرين (٢: ٤٢).