للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد روى ثلاثة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أنه بدأ في اليمين بالمدعين سهل بن أبي حثمة، ورافع بن خديج، وسويد بن النعمان (١) هذا ويمكن أن تجرى فيه المناقشة التي مضت في الدليل الأول.

ومنها ما رواه أبو داود في سننه قال: حدثنا الحسن بن علي بن راشد، أنبأنا هشيم، عن أبي حيان التيمي، أخبرنا عباية بن رفاعة، «عن رافع بن خديج قال: أصبح رجل من الأنصار مقتولا بخيبر، فانطلق أولياؤه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكروا ذلك له فقال: " لكم شاهدان يشهدان على قتل صاحبكم؟ " قالوا: يا رسول الله لم يكن ثم أحد من المسلمين، إنما هم اليهود، وقد يجترئون " يجترون " على أعظم من هذا، قال: " فاختاروا منهم خمسين فاستحلفوهم "، "فاستحلفهم" فأبوا، فوداه النبي -صلى الله عليه وسلم- من عنده (٢)».

ويمكن أن يناقش هذا الدليل بأمرين:

أحدهما: ما مضى من المناقشة من جهة المتن والدرجة.

الثاني: أن هذا الحديث من سنن الحسن بن علي بن راشد، وقد رمي بشيء من التدليس، قاله ابن حجر (٣) ويجاب عن المناقشة الثانية بأنه جاء في السند: وأخبرنا هشيم، فزالت تهمة التدليس بذلك، وقد حسن ابن التركماني إسناده فقال: ومنها ما أخرج أبو داود بسند حسن عن رافع بن خديج، وساق الحديث (٤) ومنها ما رواه أبو داود في سننه قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني أخبرنا "حدثني " محمد -يعني ابن سلمة - عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن عبد الرحمن بن بجيد قال: إن سهلا، وإن أوهم الحديث «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتب إلى اليهود: " أنه قد وجد بين أظهركم قتيل فدوه " فكتبوا يحلفون بالله خمسين يمينا ما قتلناه وما علمنا له قاتلا.

قال: فوداه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عنده مائة ناقة (٥)».

ورد هذا الحديث أولا بقول المنذري: في إسناده محمد بن إسحاق، وقد تقدم الكلام فيه، وبقول الإمام الشافعي: فقال قائل: ما منعك أن تأخذ بحديث ابن بجيد؟ قلت: لا أعلم ابن بجيد سمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن لم يكن سمع منه، فهو مرسل فلسنا وإياك نثبت المرسل، وقد علمت سهلا صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وسمع منه، وساق الحديث سياقا لا يثبت به الإثبات، فأخذت به كما وصفت. انتهى بواسطة المنذري.

وفي الإصابة في ترجمة عبد الرحمن بن بجيد: قال أبو بكر بن أبي داود: له صحبة، وقال ابن أبي حاتم: روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن جدته، وقال ابن حبان: يقال له صحبة، ثم ذكره في


(١) عون المعبود على سنن أبي داود ومعه معالم السنن للخطابي ج١٢ ص٢٥٤. .
(٢) سنن أبو داود الديات (٤٥٢٤).
(٣) أضواء البيان ج٣ ص٥٠٣. .
(٤) الجوهر النقي في الرد على البيهقي. .
(٥) صحيح البخاري الأحكام (٧١٩٢)، صحيح مسلم القسامة والمحاربين والقصاص والديات (١٦٦٩)، سنن الترمذي الديات (١٤٢٢)، سنن النسائي القسامة (٤٧١١)، سنن أبو داود الديات (٤٥٢٥)، سنن ابن ماجه الديات (٢٦٧٧)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٣)، موطأ مالك القسامة (١٦٣٠)، سنن الدارمي الديات (٢٣٥٣).