للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المشاركة فيها بعض الصحابة من أجل أحاديث الفتن، كسعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة وجماعة رضي الله عنهم، ولكن فقهاء الصحابة الذين كان لهم من العلم ما هو أكمل قاتلوا مع علي، لأنه أولى الطائفتين بالحق وناصروه ضد الخوارج وضد البغاة الذين هم من أهل الشام لما عرفوا الحق، وأن عليا مظلوم، وأن الواجب أن ينصر، وأنه هو الإمام الذي يجب أن يتبع، وأن معاوية ومن معه بغوا عليه بشبهة قتل عثمان.

والله جل وعلا يقول في كتابه العظيم: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} (١) ما قال: فاعتزلوا، قال: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (٢) فإذا عرف الظالم وجب أن يساعد المظلوم لقوله سبحانه: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} (٣) والباغون في عهد الصحابة معاوية وأصحابه، والمعتدلة علي وأصحابه فبهذا نصرهم أعيان الصحابة: نصروا عليا وصاروا معه كما هو معلوم.

وقال في هذا المعنى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في قصة الخوارج: «تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق (٤)» فقتلهم علي وأصحابه وهم أولى الطائفتين بالحق.

وقال صلى الله عليه وسلم في حديث عمار: «تقتل عمارا الفئة الباغية (٥)» فقتله معاوية وأصحابه في وقعة صفين.


(١) سورة الحجرات الآية ٩
(٢) سورة الحجرات الآية ٩
(٣) سورة الحجرات الآية ٩
(٤) صحيح مسلم الزكاة (١٠٦٥)، سنن أبو داود السنة (٤٧٦٤)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٢).
(٥) صحيح مسلم الفتن وأشراط الساعة (٢٩١٦)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٢٨٩).