للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (١)؟ قال: سألت عنها خبيرا، أما والله لقد سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «بل ائتمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بنفسك ودع عنك أمر العوام (٢)». والمذهب الصحيح عند المحققين في معنى الآية: أنكم إذا فعلتم ما كلفتم به فلا يضركم تقصير غيركم، وإذا كان كذلك فمما كلف به المرء هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا فعل المرء ذلك ولم يمتثل المخاطب فلا عتب بعد ذلك على الفاعل؛ لكونه أدى ما عليه، فإنما عليه الأمر والنهي لا القبول، وهذا يدل على الوجوب فإن الذكرى تنفع المؤمنين (٣) قال ابن رجب: (وهذا كله يحمل على أن من عجز عن الأمر بالمعروف أو خاف الضرر سقط عنه) (٤).

الشرط الرابع: الرفق في الإنكار.

مما ينبغي للمنكر أن يتصف به الرفق في إنكاره، حيث يتحقق بالرفق ما لا يتحقق بالعنف، والرفق أقرب إلى حصول المطلوب، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرفق لا يكون في شيء


(١) سورة المائدة الآية ١٠٥
(٢) انظر جامع العلوم والحكم، ص ٢٨٣
(٣) انظر شرح النووي على صحيح مسلم، ج٢ ص٢٢، ٢٣.
(٤) انظر جامع العلوم والحكم، ص ٢٨٣.