للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه (١)»، وفي رواية عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه (٣)».

ففي هذا ثناء على من اتصف بالرفق والثناء لا يكون إلا على فعل أمر مطلوب، وفيه تصريح بذم العنف، والذم لا يكون إلا على فعل منهي عنه مما يدل على اشتراط الرفق أثناء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكان أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إذا مروا بقوم يرون منهم ما يكرهون يقولون: (مهلا رحمكم الله).

قال سفيان الثوري: (لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا من كان فيه ثلاث خصال: رفيق بما يأمر، رفيق بما ينهى، عدل بما يأمر، عدل بما ينهى، عالم بما يأمر، عالم بما ينهى).

قال أحمد: (الناس يحتاجون إلى مداراة ورفق في الأمر بالمعروف بلا غلظة إلا رجلا مباينا معلنا بالفسق والردى، فيجب عليه نهيه وإعلانه، لأنه يقال ليس لفاسق حرمة فهذا لا حرمة له)، وقال: (يأمر بالرفق والخضوع فإن أسمعوه ما يكره لا يغضب فيكون يريد أن ينتصر لنفسه) (٤).

قال الهيثم بن جميل: (قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله الرجل يكون عالما بالسنة أيجادل عنها؟ قال: لا، ولكن يخبر بالسنة فإن قبلت وإلا


(١) أخرجه مسلم، كتاب البر، باب فضل الرفق، صحيح مسلم بشرح النووي ١٦/ ١٤٦.
(٢) انظر شرح النووي على صحيح مسلم، ج ٢ ص ٢٤، ١٣٣.
(٣) لمسلم، المرجع السابق. (٢)
(٤) انظر جامع العلوم والحكم، ص ٢٨٥، وانظر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للخلال، ص ٤٦، ٤٧.