للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويغلب على ظني أن ما عرضته لا يحتاج قارئه إلى كبير عناء، لاستخلاص تأثر القاسمي بابن تيمية، بل هو يؤكد أن المرء لا يشم رائحة العلم الصحيح، ولا يذوق لذة فهم العقل ما لم يطالع تلك المؤلفات والكتب التي خلفها ابن تيمية للأجيال من ورائه.

بعد هذا أقول: إنه من نافلة القول أن أشير إلى تأثر القاسمي بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، تلك الدعوة التي انتشرت في مناطق متعددة من العالم العربي والإسلامي، وهي الدعوة التي حرصت على نشر الإسلام بشكله الصحيح، والعودة بالمسلمين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح من أمثال ابن تيمية وابن القيم.

لذلك سوف تلقى هذه الدعوة صدى في نفس القاسمي.

بل إن كاتبا باحثا بدارة الملك عبد العزيز وهو: محمد كمال جمعة، يؤكد هذا فيقول: (انتهت المشيخة العليا في بلاد الشام في أوائل هذا القرن إلى الشيوخ الأجلاء: الشيخ جمال الدين القاسمي، والشيخ عبد الرزاق البيطار، والشيخ طاهر الجزائري، والشيخ محمد كامل قصاب، فدرسوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فأعجبوا بها، وقدروها حق قدرها، ورأوا أنها على حق وصواب، فنشروها في المجتمع الشامي، وبذروا بذورها، فأثمرت أطيب الثمار وانتهت أبرك النتائج. . .) (١).

ويشير الإستانبولي إلى منهج القاسمي في الدعوة فيقول:


(١) انتشار دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب خارج الجزيرة العربية، ص١٢٩ وما بعدها.