(وكان القاسمي يدعو إلى التوحيد الصحيح، الذي كان يدعو إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد ناظر كبار العلماء في التوحيد، وأوضح لهم ما داخله من الشرك الذي هو أعظم من شرك المشركين، فقد كان الكفار يدعون الله وحده في الشدائد، بعكس المبتدعين في زماننا، الذين ينسون الله عند الشدائد ويدعون غيره)(١).
وهكذا يتبين لنا كيف تكون لدى القاسمي النهج السلفي بعد توفيق الله ورعايته حيث تظافرت مؤثرات عديدة، فقد تأثر ابتداء بمؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وبدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، إضافة إلى تأثره ببعض معاصريه، وبمؤلفاتهم، وكتاباتهم، من أمثال محمد عبده، ومحمد رشيد رضا، وبغير هؤلاء ممن التقى بهم في مكة المكرمة والمدينة في رحلاته إليهما.
ولكن ما هو تأثير دعوة القاسمي الإصلاحية؟ وماذا عن نشاطه في إحياء المنهج السلفي في بلاد الشام؟ لقد أكد لنا طائفة من معاصريه، ممن عرفوا القاسمي، وعرفوا صدقه في دعوته، وقواعد المنهج الذي يدعو إليه، أكد هؤلاء أن القاسمي قد تمكن من إحياء السلفية في بلاد الشام، وأنه نجح نجاحا موفقا في عمله الإصلاحي، وفي دعوته إلى الله تعالى، بالرغم من المعوقات الكبيرة التي